. يعتبر فن الملابس والنسيج من أقدم الفنون اتصالا بتاريخ المدنية الإنسانية لأنه لازم الإنسان في جميع مراحل حياته منذ بدء الخليقة ، فالملابس ليست أداة خارجية لستر بعض أعضاء الجسد ووسيلة لحفظه من عوامل الطبيعة ، بل لها جذور متأصلة في نفسية كل أمة وحضارتها وتقاليدها ، لذلك تعد الملابس التقليدية وزخارفها من أهم العناصر الفنية التي تشكل الفن الشعبي، فهي تراث وطني وموروث ثقافي يميز كل شعب عن الشعوب الأخرى. وحيث أن المدينة المنورة كانت مقرا للخلافة الإسلامية وعاصمة وحاضرة الدول الإسلامية التي وفدت إليها فاستقبلتها واحتضنتها فكان لذلك الاندماج والانصهار أثره البالغ في دمج عادات وتقاليد وفنون الشعوب الوافدة مع المستوطنة مما أدى إلى خلق حضارة مدينية لها تميزها وسماتها الخاصة بها وكانت الملابس التقليدية أحد نتائج هذا الاندماج ، فما توارثناه من ملابس وأزياء ما هو إلا امتداد لحضارات قديمة امتدت ليومنا هذا ولكن مع تطور مستمر في الشكل والخامة المصنع منها . وكان من نتيجة الانفتاح على العالم الخارجي في كثير من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، ومع هذا التغير والتطور الاجتماعي والتقدم التقني الذي ساد البلاد تغيرت أنماط الحياة وتأثرت شخصية الفرد بالحضارة الغربية ، ومن أهم الجوانب التي ظهر عليها هذا التأثير الجانب الملبسي التقليدي الذي أندثر منه ما اندثر وبقي منه القليل الذي مازال البعض يقتنيه ويحافظ عليه وحتى ما بقي منه دخل عليه عوامل التعديل والتبديل الناجمة عن التقنية الحديثة . فطمس الزي التقليدي العريق لشعوب العالم بصورة عامة أثار حماس الدارسين والكتاب المهتمين بالتراث الطرق هذا الموضوع
والذين أجمعوا على أن بداية القرن العشرين كانت بداية وأد الأصالة التوا الزي التقليدي في مختلف أنحاء العالم ، والمملكة العربية السعودية جزء لا يتم التأثير خاصة وأن بعض النساء تعتقد أن مجاراتها للموضة هي كل المدنية والے والمملكة العربية السعودية تتميز بأنماط وعادات ملبسية متعددة مختلفة في أن وأساليب تنفيذها وألوانها وأسلوب تزيينها وتطريزها ، نظرا لتنوع مناطق المملكة حيث الطبيعة الجغرافية والبيئة الاجتماعية والعادات والتقاليد ، وهذه الملابس توت من ثمار الحضارة الإسلامية وجزء مهم من التراث الذي يوضح تاريخ كل منطقة وتراث الأجداد الذي يجب المحافظة عليه .
فالحفاظ على هذا التراث ماهو إلا شعور وهدف ينبع من داخل الفرد وتبلوره الدراسة العلمية بالبحث فيه وتسجيله ، الأمر الذي دعا الباحثة إلى دراسة هذا الموضوع(۱) الذي طرقه كثير من الباحثين خوفا على ضياع السمات الملبسية التقليدية التي تميز المجتمع السعودي عن غيره وحتى لا نفقد هويتنا المميزة. وهذا ما يهدف إليه هذا الكتاب الذي يعتبر من أول الدراسات العلمية المتخصصة.
وقد قمت بنشر الدراسة الميدانية والتي أخذت مني وقتا وجهدا كبيرين، فقد جمعت المادة العلمية من المراجع والمعاجم العربية والأجنبية أما الصور التوضيحية لأشكال الملابس أخذت من مصادرها الأصلية ” أهالي المدينة ”
وكل ما يخص ملابس العروس وطريقة ارتدائها صورت من مصدرها الأصلي السيدة التي تمتلك هذه الملابس الخالة هدى عباس رحمها الله والمعروفة (بالنصاصة) وابنتها رمزية فجزاهم الله خيرة وذلك بهدف توضيح وتصنيف الأنماط الملبسية التقليدية للنساء وملابس العروس في المدينة المنورة من حيث التوصيف والأقمشة والألوان والأساليب الزخرفية أماكن التطريز والغرز والخامات المستخدمة في تطريز الملابس تبعا لاختلاف نوعها
وقد تضمن الكتاب أربعة فصول :
.. الأول: تناول مصطلحات ومفاهيم الملابس التقليدية وملابس النساء عبر
صور الإسلامية وأيضا ملابس النساء التقليدية في المملكة العربية السعودية بأنواعها المختلفة، كما تضمن دراسة العوامل المؤثرة في ارتداء الملابس التقليدية ودراسة عامة
المنطقة المدينة المنورة .
الفصل الثاني : تناول دراسات وبحوث حول الملابس التقليدية ثم التعليق عليها .
الفصل الثالث : تناول الدراسة الميدانية التي طبقت على نساء المدينة المنورة للتعرف على الملابس التقليدية الخاصة بهن . الفصل الرابع : تضمن هذا الفصل نتائج الدراسة الميدانية .
فإلى طالبات كلية الاقتصاد المنزلي وكلية التصاميم والفنون وقسم الملابس والنسيج وتصميم الأزياء بجامعة الملك عبد العزيز بجده ، وإلى كل الكليات والجامعات والمعاهد العلمية المهتمة بدراسة الملابس التقليدية والنسيج بالمملكة العربية السعودية، والكليات المتناظرة بالدول العربية . إلى كل هؤلاء أقدم هذا الكتاب ليكون مرجعا علميا متخصصا في مجال الملابس التقليدية للنساء وملابس العروس في المدينة المنورة والملابس التقليدية للنساء بأشكالها المختلفة في مناطق المملكة العربية السعودية والموضحة في نتائج الدراسة والجزء النظري.